الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
ذ- الذهب، ذات الشيء.ر- الرِّبا.س- السيّد، السحاب القبلى، السَنَام، اسم السبعين في حساب الجُمَّل.ش- الشمس، شعاع الشَّمس.ص- صديقُ عَيْن، أَى ما دام تراه.ط- طائر.ع- العتيد من المال، العَيب، العزّ، العلم.ق- قرية بالشأم، قرية باليمن.ك- كبير القوم.ل- لقيته أَوّل عين، أَى أَوّل شيء، ويجوز ذكره في الشيء.م- المال، مصبّ ماءِ القناة، مطر أَيام لا يُقلع، مفجر ماءِ الرَّكِيَّة، منظر الرّجل، الميل في الميزان.ن- الناحية، نصف دانق من سبعة دنانير، النظر، نفس الشيء، نُقْرة الرُّكْبة، واحد الأَعيان للإِخوة من أَب وأُم.هـ- ها هو عَرْضُ عين، أَي قريب.وقد يذكر في القاف.ى- ينبوع الماءِ.وعين شمس، وعين تَمْر، وعين صَيْد، ورأس عين، مواضع معروفة.وأَسْود العين، جبل.والمعانى المذكورة في القرآن أَحد عشر.الأَول- بمعنى النظر: {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} {فَأْتُواْ بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ} أَى بمنظر منهم.2- بمعنى الحفظ، والرّعاية: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}، {فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}.3- عين النبي صلىَّ الله عليه وسلَّم خِلقة: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ}.4- عين الإِنسان عامّة: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ}.5- عيون المؤمنين خاصّة: {تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}.6- عيون الكفَّار: {كانَتْ أَعْيُنُهُمْ في غِطَاءٍ}، {أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بهَا}.7- نهر بنى إسرائيل ومعجز موسى عليه السّلام: {فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}.8- بمعنى النُّحاس الجارى معجزًا لسليمان عليه السّلام: {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ}.9- بمعنى مغرب الشمس: {تَغْرُبُ في عَيْنٍ حَمِئَة}.10- العين التي وُعِدَ بِهَا الكفَّارُ في جهنَّم: {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}.11- العين الجارية التي وُعد بها المتقون: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ}، {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ}.12- الموعود لأَصحاب اليمين: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَان}.13- الموعود بها السّابقون: {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا}.14- الموعود بها الأَبرار وأَهل الخصوص: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ}.15- الموعود بها المقرّبون: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}، وهى عين التسنيم.16- أَعَيْنُ الجُنَاةِ في القصاص: {وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ}.17- العين الضَّرورىّ: {لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}. اهـ.
.قال ابن الجوزي: قوله تعالى: {وكتبنا} أي: فرضنا {عليهم} أي: على اليهود {فيها} أي: في التوراة.قال ابن عباس: وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس، فما بالهم يخالفون، فيقتلون النفسين بالنفس، ويفقؤون العينينِ بالعين؟ وكان على بني إِسرائيل القصاص أو العفو، وليس بينهم دية في نفس ولا جُرح، فخفف الله عن أُمة محمد بالدية.قرأ ابن كثير، وابو عمرو، وابن عامر: النَّفسَ بالنفسِ، والعينَ بالعينِ، والأنف بالأنف، والأذن بالأذن، والسنَ بالسنِ، ينصبون ذلك كلَّه ويرفعون {والجروحُ} وكان نافع، وعاصم، وحمزة ينصبون ذلك كلَّه، وكان الكسائي يقرأ: {أن النفس بالنفس} نصبًا، ويرفع ما بعد ذلك.قال أبو علي: وحجّته أن الواو لعطف الجُمل، لا للاشتراك في العامل، ويجوز أن يكون حمل الكلام على المعنى، لأن معنى: وكتبنا عليهم: قلنا لهم: النفس بالنفس، فحمل العين على هذا، وهذه حجّة من رفع الجروح.ويجوز أن يكون مستأنفًا، لا أنه ممّا كُتب على القوم، وإِنما هو ابتداء ايجاب.قال القاضي أبو يعلى: وقوله: العين بالعين، ليس المراد قلع العين بالعين، لتَعذّر استيفاء المماثلة، لأنا لا نقف على الحدِّ الذي يجب قلعه، وإِنما يجب فيما ذهب ضوؤها وهي قائمةٌ، وصفة ذلك أن تُشدَّ عين القالع، وتُحمى مرآة، فتقدّم من العين التي فيها القصاص حتى يذهب ضوؤها.وأما الأنف فاذا قطع المارِن، وهو مالانَ منه، وتركت قصبته، ففيه القصاص، وأما إِذا قطع من أصله، فلا قصاص فيه، لأنه لا يمكن استيفاء القصاص، كما لو قطع يده من نصف الساعد.وقال أبو يوسف، ومحمد: فيه القصاص إِذا استوعب.وأما الأُذن، فيجب القصاص إذا استُوعِبَت، وعرف المقدار.وليس في عظمٍ قصاص إِلا في السن، فإن قلعت قلع مثلها، وإِن كُسِرَ بعضُها، برد بمقدار ذلك.وقوله: {والجروح قصاص} يقتضي إِيجاب القصاص في سائِر الجراحات التي يمكن استيفاء المثل فيها.قوله تعالى: {فمن تصدّق به} يشير إِلى القصاص.{فهو كفّارة له} في هاء {له} قولان:أحدهما: أنها إِشارة إِلى المجروح، فاذا تصدّق بالقصاص كفّر من ذنوبه، وهو قول ابن مسعود، وعبد الله بن عمرو بن العاص، والحسن، والشعبي.والثاني: إِشارة إِلى الجارح إِذا عفا عنه المجروح، كفر عنه ما جنى، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد، ومقاتل، وهو محمول على أن الجاني تاب من جنايته، لأنه إِذا كان مُصرًّا فعقوبة الإِصرار باقية. اهـ..قال سيد قطب: {إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور. يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص. فمن تصدق به فهو كفارة له. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}.لقد جاء كل دين من عند الله ليكون منهج حياة. منهج حياة واقعية. جاء الدين ليتولى قيادة الحياة البشرية، وتنظيمها، وتوجيهها، وصيانتها. ولم يجيء دين من عند الله ليكون مجرد عقيدة في الضمير؛ ولا ليكون كذلك مجرد شعائر تعبدية تؤدى في الهيكل والمحراب.فهذه وتلك- على ضرورتهما للحياة البشرية وأهميتهما في تربية الضمير البشري- لا يكفيان وحدهما لقيادة الحياة وتنظيمها وتوجيهها وصيانتها؛ ما لم يقم على أساسهما منهج ونظام وشريعة تطبق عمليًا في حياة الناس؛ ويؤخذ الناس بها بحكم القانون والسلطان؛ ويؤاخذ الناس على مخالفتها، ويؤخذون بالعقوبات.والحياة البشرية لا تستقيم إلا إذا تلقت العقيدة والشعائر والشرائع من مصدر واحد؛ يملك السلطان على الضمائر والسرائر، كما يملك السلطان على الحركة والسلوك. ويجزي الناس وفق شرائعه في الحياة الدنيا، كما يجزيهم وفق حسابه في الحياة الآخرة.فأما حين تتوزع السلطة، وتتعدد مصادر التلقي.. حين تكون السلطة لله في الضمائر والشعائر بينما السلطة لغيره في الأنظمة والشرائع.. وحين تكون السلطة لله في جزاء الآخرة بينما السلطة لغيره في عقوبات الدنيا.. حينئذ تتمزق النفس البشرية بين سلطتين مختلفتين، وبين اتجاهين مختلفين، وبين منهجين مختلفين.. وحينئذ تفسد الحياة البشرية ذلك الفساد الذي تشير إليه آيات القرآن في مناسبات شتى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن} {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون} من أجل هذا جاء كل دين من عند الله ليكون منهج حياة. وسواء جاء هذا الدين لقرية من القرى، أو لأمة من الأمم، أو للبشرية كافة في جميع أجيالها، فقد جاء ومعه شريعة معينة لحكم واقع الحياة، إلى جانب العقيدة التي تنشيء التصور الصحيح للحياة، إلى جانب الشعائر التعبدية التي تربط القلوب بالله.. وكانت هذه الجوانب الثلاثة هي قوام دين الله. حيثما جاء دين من عند الله. لأن الحياة البشرية لا تصلح ولا تستقيم إلا حين يكون دين الله هو منهج الحياة.وفي القرآن الكريم شواهد شتى على احتواء الديانات الأولى، التي ربما جاءت لقرية من القرى، أو لقبيلة من القبائل على هذا التكامل، في الصورة المناسبة للمرحلة التي تمر بها القرية أو القبيلة.. وهنا يعرض هذا التكامل في الديانات الثلاث الكبرى.. اليهودية، والنصرانية، والإسلام..ويبدأ بالتوراة في هذه الآيات التي نحن بصددها في هذه الفقرة:{إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور}:فالتوراة- كما أنزلها الله- كتاب الله الذي جاء لهداية بني إسرائيل، وإنارة طريقهم إلى الله. وطريقهم في الحياة.. وقد جاءت تحمل عقيدة التوحيد. وتحمل شعائر تعبدية شتى. وتحمل كذلك شريعة:{يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء}.أنزل الله التوراة لا لتكون هدى ونورًا للضمائر والقلوب بما فيها من عقيدة وعبادات فحسب. ولكن كذلك لتكون هدى ونورًا بما فيها من شريعة تحكم الحياة الواقعية وفق منهج الله، وتحفظ هذه الحياة في إطار هذا المنهج.ويحكم بها النبيون الذين أسلموا أنفسهم لله؛ فليس لهم في أنفسهم شيء؛ إنما هي كلها لله؛ وليست لهم مشيئة ولا سلطة ولا دعوى في خصيصة من خصائص الألوهية- وهذا هو الإسلام في معناه الأصيل- يحكمون بها للذين هادوا- فهي شريعتهم الخاصة نزلت لهم في حدودهم هذه وبصفتهم هذه- كما يحكم بها لهم الربانيون والأحبار؛ وهم قضاتهم وعلماؤهم. وذلك بما أنهم قد كلفوا المحافظة على كتاب الله، وكلفوا أن يكونوا عليه شهداء، فيؤدوا له الشهادة في أنفسهم، بصياغة حياتهم الخاصة وفق توجيهاته، كما يؤدوا له الشهادة في قومهم بإقامة شريعته بينهم.وقبل أن ينتهي السياق من الحديث عن التوراة، يلتفت إلى الجماعة المسلمة، ليوجهها في شأن الحكم بكتاب الله عامة، وما قد يعترض هذا الحكم من شهوات الناس وعنادهم وحربهم وكفاحهم، وواجب كل من استحفظ على كتاب الله في مثل هذا الموقف، وجزاء نكوله أو مخالفته:{فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنًا قليلًا. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.ولقد علم الله سبحانه أن الحكم بما أنزل الله ستواجهه- في كل زمان وفي كل أمة- معارضة من بعض الناس؛ ولن تتقبله نفوس هذا البعض بالرضى والقبول والاستسلام.. ستواجهه معارضة الكبراء والطغاة وأصحاب السلطان الموروث. ذلك أنه سينزع عنهم رداء الألوهية الذي يدعونه؛ ويرد الألوهية لله خالصة، حين ينزع عنهم حق الحاكمية والتشريع والحكم بما يشرعونه هم للناس مما لم يأذن به الله.. وستواجهه معارضة أصحاب المصالح المادية القائمة على الاستغلال والظلم والسحت. ذلك أن شريعة الله العادلة لن تبقي على مصالحهم الظالمة.. وستواجهه معارضة ذوي الشهوات والأهواء والمتاع الفاجر والانحلال. ذلك أن دين الله سيأخذهم بالتطهر منها وسيأخذهم بالعقوبة عليها.. وستواجهه معارضة جهات شتى غير هذه وتيك وتلك؛ ممن لا يرضون أن يسود الخير والعدل والصلاح في الأرض.
|