الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.من فوائد أبو السعود: قال رحمه الله:{لِيَقْطَعَ} متعلقٌ بقوله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ}، وما بينهما تحقيقٌ لحقيقته وبيانٌ لكيفية وقوعِه والمقصورُ على التعليل بما ذُكر من البُشرى والاطمئنانِ إنما هو الإمدادُ بالملائكة على الوجه المذكورِ فلا يقدَح ذلك في تعليل أصلِ النصرِ بالقطع وما عُطف عليه أو بما تعلق به الخبرُ في قوله عز وعلا: {وَمَا النصر إِلاَّ مِنْ عِندِ الله} على تقدير كونِه عبارةً عن النصر المعهودِ، وقد أُشير إلى أن المعلَّلَ بالبشارة والاطمئنانِ إنما هو الإمدادُ الصوريُّ لا ما في ضِمنه من النصر المعنويِّ الذي هو مَلاكُ الأمر، وأما تعلقُه بنفس النصرِ كما قيل فمع ما فيه من الفصل بين المصدرِ ومعمولِه بأجنبي هو الخبرُ مُخلٌّ بسَداد المعنى، كيف لا ومعناه قصرُ النصرِ المخصوصِ المعلَّلِ بعلل معيّنةٍ على الحصول من جهته تعالى، وليس المرادُ إلا قصرَ حقيقةِ النصرِ أو النصرِ المعهودِ على ذلك، والمعنى لقد نصركم الله يومئذ أو وما النصرُ الظاهرُ عند إمدادِ الملائكةِ إلا ثابتٌ من عند الله ليقطعَ أي يُهلِكَ ويَنْقُصَ {طَرَفًا مّنَ الذين كَفَرُواْ} أي طائفةٌ منهم بقتل وأسر وقد وقع ذلك حيث قُتل من رؤسائهم وصناديدِهم سبعون وأُسر سبعون {أَوْ يَكْبِتَهُمْ} أي يخزيَهم ويُغيظَهم بالهزيمة، فإن الكبتَ شدةُ غيظٍ أو وهنٌ يقع في القلب من كَبتَه بمعنى كَبده إذا ضرب كِبدَه بالغيظ والحُرقة، وقيل: الكبتُ الإصابةُ بمكروه، وقيل: هو الصرعُ للوجه واليدين، فالتاء حينئذ غيرُ مُبْدَلةٍ وأو للتنويع {فَيَنقَلِبُواْ خَائِبِينَ} أي فينهزموا منقطعي الآمالِ غيرَ فائزين من مبتغاهم بشيء كما في قوله تعالى: {وَرَدَّ الله الذين كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْرًا}. اهـ..من فوائد الشعراوي في الآيتين: قال رحمه الله:{وَمَا جَعَلَهُ الله إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ الله الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.فإياك أن تظن أن المدد بالثلاثة آلاف أو الخمسة آلاف، الذين أنزلهم الله وأمدكم بهم أو بالملائكة المدربين على القتال.. إياكم أن تظنوا أن هذا المدد، هو شرط في نصر الله لك. بذاتك أو بالملائكة؛ أنه قادر على أن ينصرك بدون ملائكة، ولكنها بشرى لتؤنس المادة البشرية، فساعة يرى المؤمنين أعدادًا كبيرة من المدد، والكفار كانوا متفوقين عليهم في العدد، فإن أسباب المؤمنين تطمئن وتثق بالنصر. إذن فالملائكة مجرد بُشرى، ولكن النصر من عند الله العزيز الذي لا يغلب. وكل الأمور تسير بحكمته التي لا تعلوها حكمة أبدًا. ويقول الحق من بعد ذلك: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَائِبِينَ}.وقطع الطرف يتحدد بمعرفة ما هو طرف لماذا؟ فإن كان الطرف هو العدد الكثير فقطع الطرف أن يُقتل بعضه. وإن كان الطرف هو أرضا واسعة فقطع الطرف أن يأخذ من أرضهم. ولذلك يقول الحق سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَالله يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [الرعد: 41].لقد كانت الأرض الكُفْريّة تخسر كل يوم جزءًا منها لينضم هذا الجزء إلى الأرض الإيمانية، هذا بالنسبة لسعة الأرض، وافرض أن الطرف هو المال، فقطع الطرف هنا يكون بأن نأخذ بعض المال كغنائم، ثم هناك المنزلة التي كانت تهابها الجزيرة كلها، كل الجزيرة تهاب قريشًا، وقوافلها التجارية للشمال والجنوب لا تستطيع قبيلة أن تتعرض لها؛ لأن كل القبائل تعرف أنها ستذهب إلى البيت في موسم الحج، فلا توجد قبيلة تتعرض لها لأنها غدًا ستذهب إلى قريش، إذن فالسيادة والعظمة كانت لقريش، وساعة تعلم القبائل أن رجال قريش قد كسروا وانهزموا، وأن رحلتهم إلى الشام أصبحت مهددة، فإنهم يبحثون عن فريق آخر يذهبون إليه.إن قطع الطرف كان على أشكال متعددة، فإن كان طرفَ عددٍ فيقتل بعضهم، وإن كان طرف أرض فبعضها يؤخذ وتذهب إلى أرض إيمانية، وإن كانت عظمة وقهرا تأتهم الهزيمة، وإن كان نفوذًا في الجزيرة فهو يتزلزل {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا}.ولنلحظ أن الحق قد قال: {لِيَقْطَعَ طَرَفًا}- لم يقل ليستأصل- لأن الله سبحانه وتعالى أبقى على بعض الكفار لأن له في الإيمان دورًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ممتلئا بالعطف والرحمة والحنان على أمته، وكان يحسن الظن بالله أن يهديهم، ولذلك تعددت آيات القرآن التي تتحدث في هذا الأمر. ها هو ذا الحق يقول: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَاذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف: 6].وفي موقع آخر بالقرآن الكريم يقول الحق: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} [الشعراء: 3- 4].والله يقول لرسول صلى الله عليه وسلم: {فإنّما عليك البلاغ} والرسول يحب أن يهتدي إلى الإيمان كل فرد في أمته، فقال الحق: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأمر شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}. اهـ..التفسير المأثور: قال السيوطي:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)}.أخرج أحمد وابن حبان عن عياض الأشعري قال: شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء: أبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وابن حسنة، وخالد بن الوليد، وعياض. وليس عياض هذا قال: وقال عمر: إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة... فكتبنا إليه أنه قد حاس إلينا الموت واستمددناه. فكتب ألينا أنه جاءني كتابكم تستمدونني، وإني أدلكم على من هو أعز نصرًا وأحضر جندًا، الله عز وجل، فاستنصروه فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد نصر يوم بدر في أقل من عدتكم، فإذا جاءكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني. فقاتلناهم فهزمناهم أربعة فراسخ.وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد {ولقد نصركم الله ببدر} إلى {ثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} [آل عمران: 124] في قصة بدر.وأخرج ابن المنذر عن علي بن أبي طالب قال: بدر بئر.وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر عن الشعبي قال: كانت بدر بئرًا لرجل من جهينة يقال له بدر فسميت به.وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال: بدر ماء عن يمين مكة، بين مكة والمدينة.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال: بدر ماء بين مكة والمدينة، التقى عليه النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون، وكان أوّل قتال قاتله النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر لنا أنه قال لأصحابه يومئذ: إنهم اليوم بعدة أصحاب طالوت يوم لقي جالوت، وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلًا، وألف المشركون يومئذ أو راهقوا ذلك.وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال: كانت بدر متجرًا في الجاهلية.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {وأنتم أذلَّة} يقول: وأنتم قليل، وهم يومئذ بضعة عشر وثلاثمائة.وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجه وابن أبي حاتم عن رافع بن خديج قال: قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم «ما تعدون من شهد بدرًا فيكم؟» قال: خيارنا. قال: «وكذلك نعد من شهد بدرًا من الملائكة فينا».وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة قال: على كل مسلم أن يشكر الله في نصره ببدر. يقول الله: {لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون}.وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن الزهري قال: سمعت ابن المسيب يقول: غزا النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة قال: وسمعته مرة أخرى يقول أربعًا وعشرين غزوة، فلا أدري أكان وهمًا منه أو شيئًا سمعه بعد ذلك؟ قال الزهري: وكان الذي قاتل فيه النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء ذكر في القرآن.وأخرج ابن أبي شيبة عن قتادة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة، قاتل في ثمان: يوم بدر، ويوم أحد، ويوم الأحزاب، ويوم قديد، ويوم خيبر، ويوم فتح مكة، ويوم ماء لبني المصطلق، ويوم حنين. اهـ.{إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125) وَمَا جَعَلَهُ الله إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ الله الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126) لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127)}.أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الشعبي أن المسلمين بلغهم يوم بدر أن كرز جابر المحاربي يمد المشركين، فشق ذلك عليهم، فانزل الله {ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف} إلى قوله: {مسوّمين} قال: فبلغت كرزًا الهزيمة فلم يمد المشركين؛ ولم يمد المسلمون بالخمسة.وأخرج ابن جرير عن الشعبي قال: لما كان يوم بدر بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نحوه إلا أنه قال: {ويأتوكم من فورهم هذا} يعني كرزًا وأصحابه {يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين} فبلغ كرزًا وأصحابه الهزيمة فلم يمدهم ولم تنزل الخمسة، وأمدوا بعد ذلك بألف فهم أربعة آلاف من الملائكة مع المسلمين.أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله: {إذ تقول للمؤمنين} الآية. قال: هذا يوم بدر.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال: أمدوا بألف، ثم صاروا ثلاثة آلاف، ثم صاروا خمسة آلاف. وذلك يوم بدر.وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله: {بلى إن تصبروا وتتقوا} الآية. قال هذا يوم أحد فلم يصبروا ولم يتقوا فلم يمدوا يوم أحد، ولو مدوا لم يهزموا يومئذ.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لم يمد النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ولا بملك واحد لقول الله: {إن تصبروا وتتقوا} الآية.وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {إن تصبروا وتتقوا} الآية. قال: كان هذا موعدًا من الله يوم أحد عرضه على نبيه صلى الله عليه وسلم، أن المؤمنين إن اتقوا وصبروا أيدهم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين، ففر المسلمون يوم أحد وولوا مدبرين فلم يمدهم الله.وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال: قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم ينتظرون المشركين: يا رسول الله أليس يمدنا الله كما أمدنا يوم بدر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين} فإنما أمدكم يوم بدر بألف قال: فجاءت الزيادة من الله على أن يصبروا ويتقوا».وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ويأتوكم من فورهم هذا} يقول: من سفرهم هذا.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة قال: {من فورهم} من وجههم.وأخرج ابن جرير عن الحسن والربيع وقتادة والسدي. مثله.وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن عكرمة {من فورهم} قال: فورهم ذلك كان يوم أحد، غضبوا ليوم بدر مما لقوا.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {من فورهم} قال: من غضبهم.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي صالح مولى أم هانئ. مثله.وأخرج ابن جرير عن الضحاك {ويأتوكم من فورهم} يقول: وجههم وغضبهم.وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {مسوّمين} قال: «معلمين، وكانت سيما الملائكة يوم بدر عمائمَ سودًا، ويوم أحد عمائمَ حمرًا».وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير، أن الزبير كان عليه يوم بدر عمامة صفراء معتمرًا أو مُعْتَمًا بها فنزلت الملائكة عليهم عمائم صفر.وأخرج ابن إسحق والطبراني عن ابن عباس قال: كانت سيما الملائكة يوم بدر عمائم بيضًا، قد أرسلوها في ظهورهم. ويوم حنين عمائم حمرًا، ولم تضرب الملائكة في يوم سوى يوم بدر، وكانوا يكونون عددًا ومددًا لا يضربون.وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله تعالى: {مسوّمين} قال: الملائكة عليهم عمائم بيض مسوّمة فتلك سيما الملائكة قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الشاعر يقول:وأخرج ابن جريرعن أبي أسيد وكان بدريًا أنه كان يقول: لو أن بصري معي ثم ذهبتم معي إلى أحد لأخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه الملائكة في عمائم صفر، قد طرحوها بين أكتافهم.وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن عروة قال: نزلت الملائكة يوم بدر على خيل بلق، وكان على الزبير يومئذ عمامة صفراء.وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة عن عروة قال: نزل جبريل يوم بدر على سيما الزبير، وهو معتم بعمامة صفراء.وأخرج أبو نعيم وابن عساكر عن عباد بن عبد الله بن الزبير، أنه بلغه أن الملائكة نزلت يوم بدر، وهم طير بيض عليهم عمائم صفر، وكان على رأس الزبير يومئذ عمامة صفراء من بين الناس فقال النبي صلى الله عليه وسلم «نزلت الملائكة على سيما أبي عبد الله. وجاء النبي صلى الله عليه وسلم عمامة صفراء».وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن عمير بن إسحق قال: إن أول ما كان الصوف ليوم بدر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تسوّموا فإن الملائكة قد تسوّمت. فهو أول يوم وضع الصوف».وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال: كان سيما الملائكة يوم بدر الصوف الأبيض في نواصي الخيل وأذنابها.وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي هريرة في قوله: {مسوّمين} قال: بالعهن الأحمر.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {مسوّمين} قال: أتوا مسوّمين بالصوف، فسوّم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنفسهم وخيلهم على سيماهم بالصوف.وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {مسوّمين} قال: معلمين مجزوزة أذناب خيولهم ونواصيها، فيها الصوف والعهن.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: {مسوّمين} قال: ذكر لنا أن سيماهم يومئذ الصوف بنواصي خيلهم وأذنابهم، وأنهم على خيل بلق.وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة {مسوّمين} قال عليهم سيما القتال.وأخرج ابن جرير عن الربيع قال: كانوا يومئذ على خيل بلق.
|