الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (153- 157): .شرح الكلمات: {الصبر}: حمل النفس على المكروه وتوطينها على احتمال المكاره. {الشعور}: الاحساس بالشيء المفضي إلى العلم به. {الابتلاء}: الاختبار والامتحان لإِظهار ما عليه الممتحن من قوة أو ضعف. {الأموال}: جمع مال وقد يكون ناطقاً وهو المواشي ويكون صامتاً وهو النقدان وغيرهما. {المصيبة}: ما يصيب العبد من ضرر في نفسه أو أهله أو ماله. {الصلوات}: جمع صلاة وهي من الله تعالى هنا المغفرة لعطف الرحمة عليها. {ورحمة}: الرحمة الإِنعام وهو جلب ما يسر ودفع ما يضر، وأعظم ذلك دخول الجنة بعد النجاة من النار. {المهتدون}: إلى طريق السعادة والكمال بإيمانهم وابتلاء الله تعالى لهم وصبرهم على ذلك. .معنى الآيات: فلذا لا يقال لمن قتل في سبيل الله مات ولكن استشهد وهو شهيد وحيّ عند ربه حياة لا نحسها ولا نشعر بها لمفارقتها للحياة في هذه الدار. وأما الآية الثالثة (155) فإنه يقسم تعالى لعباده المؤمنين على أنه يبتليهم بشيء من الخوف بواسطة اعدائه واعدائهم وهم الكفار عندما يشنون الحروب عليهم وبالجوع لحصار العدو ولغيره من الأسباب، وبنقص الأموال كموت الماشية للحرب والقحط، وبالأنفس كموت الرجال، وبفساد الثمار بالجوائح، كل ذلك لإِظهار من يصبر على إيمانه وطاعة ربه بامتثال أمره واجتناب نهيه ومن لا يصبر فيحرم ولاية الله وأجره، ثم أمر رسوله بأن يبشر الصابرين، وبين في الآية الرابعة (156) حال الصابرين وهي أنهم إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله، فله أن يصيبنا بما شاء لأنَّا ملكه وعبيده، وإنا إليه راجعون بالموت فلا جزع إذاً ولكن تسليم لحكمه ورضاً بقضائه وقدره، وفي الآية الخامسة (157) أخبر تعالى مبشراً أولئك الصابرين بمغفرة ذنوبهم وبرحمة من ربهم، وإنهم المهتدون إلى سعادتهم وكمالهم. فقال: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك المهتدون}. .من هداية الآيات: 2- فضل الشهداء على غيرهم بحياتهم عند ربهم حياة أكمل من حياة غيرهم في الجنة. 3- قد يبتلى المؤمن بالمصائب في النفس والأهل والمال ليصبر فترتفع درجته ويعلو مقامه عند ربه. 4- فضيلة الاسترجاع عند المصيبة وهو قول: إن الله وإنا إليه راجعون، وفي الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها». رواه مسلم. .تفسير الآية رقم (158): .شرح الكلمات: {شعائر الله}: أعلام دينه جمع شعيرة وهي العلامة على عبادة الله تعالى فالسعي بين الصفا والمروة شعيرة لأنه دال على طاعة الله تعالى. {الحج}: زيارة بيت الله تعالى لأداء عبادات معينة تسمى نسكاً. {العمرة}: زيارة بيت الله تعالى للطواف به والسعي بين الصفا والمروة والتحلل بحلق شعر الرأس أو تقصيره. {الجناح}: الاثم وما يترتب على المخالفة بترك الواجب أو بفعل المنهى عنه. {يطوَّف}: يسعى بينهما ذاهباً جائياً. {خيراً}: الخير اسم لكل ما يجلب المسرة، ويدفع المضرة والمراد به هنا العمل الصالح. .معنى الآية الكريمة: ثم أخبر تعالى واعداً عباده المؤمنين أن من يتطوع منهم بفعل خير من الخيرات يجزه به وثبه عليه، لأنه تعالى يشكر بعباده المؤمنين أعمالهم الصالحة وثيبهم عليها لعلمه بتلك الأعمال ونيات أصحابها، هذا معنى قوله تعالى: {فمن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم}. .من هداية الآية: وسعى صلى الله عليه وسلم في عمراته كلها وفي حجه كذلك. 2- لا حرج في الصلاة في كنيسيةٍ حولت مسجداً، ولا يضر كونها كانت معبداً للكفار. 3- الترغيب في فعل الخيرات من غير الواجبات، وذلك من سائر النوافل كالطواف والصلاة والصيام والصدقات والرباط والجهاد. .تفسير الآيات (159- 162): .شرح الكلمات: {البينات}: جمع بينة وهي ما يثبت به شيء المراد إثباته، والمراد به هنا ما يثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من نعوت وصفات جاءت في كتاب أهل الكتاب. {الهدى}: ما يدل على المطلب الصحيح ويساعد على الوصول إليه والمراد به هنا ما جاء به رسول الله من الدين الصحيح المفضي بالآخذ به إلى الكمال والسعاة في الدنيا والآخرة. {فى الكتاب}: التوراة والانجيل. {اللعنة}: الطرد والبعد من كل خير ورحمة. {اللاعنون}: من يصدر عنهم اللعن كالملائكة والمؤمنين. {أصلحوا}: ما أفسدوه من عقائد الناس وأمور دينهم بإظهار ما كتموه والإيمان بما كذبوا به وأنكروه. {ولا هم ينظرون}: أي بأن يمهلوا ليعتذروا، كقوله تعالى: {ولا يؤذن لهم فيعتذرون}. .معنى الآيات: وفي الآية الثالثة (161) والرابعة (162) أخبر تعالى أن الذين كفروا من أهل الكتاب وغيرهم بنبيه وينه ولم يتوبوا فماتوا على كفرهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولذا فهم مطرودون مبعدون من الرحمة الإِلهية وهي الجنة خالدون في جهنم لا يخفف عنهم عذابها، ولا يمهلون فيعتذرون. .من هداية الآيات: وقال أبو هريرة رضي الله عنه في ظروف معينة: لولا آية من كتاب الله ما حدثتكم حديثاً وتلا {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات} إلخ. 2- يشترط لتوبة من أفسد في ظلمه وجهله اصلاح ما أفسد ببيان ما حرف أو بدل وغير، وإظهار ما كتم، وأداء ما أخذه بغير الحق. 3- من كفر ومات على كفره من سائر الناس يلقى في جهنم بعد موته خالداً في العذاب مخلداً لا يخفف عنه ولا ينظر فيعتذر، ولا يفتر عنه العذاب فيستريح. 4- جواز لعن المجاهرين بالمعاصي كشراب الخمر والمرابين، والمتشبهين من الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال. .تفسير الآيات (163- 164): .شرح الكلمات: {وإلهكم إله واحد}: في ذاته وصفاته، وفي ربوبيته فلا خالق ولا رازق ولا مدبر للكون والحياة إلا هو وفي ألوهيته أي في عبادته فلا معبود بحق سواه. {اختلاف الليل والنهار}: بوجود أحدهما وغياب الثاني لمنافع العباد بحيث لا يكون النهار دائماً ولا الليل دائماً. {وبث فيها من كل دابة}: وفرق في الأرض ونشر فيها من سائر أنواع الدواب. {تصريف الرياح}: باختلاف مهابها مرة صبا ومرة دبور ومرة شمالية ومرة غربية أو مرة ملقحة ومرة عقيم. .معنى الآيتين: الأولى: خلق السموات والأرض وهو خلق عظيم لا يتأتي للقادر الذي لا يعجزه شيء. الثانية: اختلاف الليل والنهار بتعاقبهما وطول هذا وقصر ذاك. الثالثة: جريان الفلك- السفن- في البحر على ضخامتها وكبرها وهي تحمل مئات الأطنان من الأرزاق وما ينتفع به الناس في حياتهم. الرابعة: إنزاله تعالى المضر من السماء لحياة الأرض بالنباتات والزروع بعد جدبها وموتها. الخامسة: تصريف الرياح حارة وباردة ملقحة وغير ملقحة، شرقية وغربية وشمالية وجنوبية بحسب حاجة الناس وما تطلبه حياتهم. السادسة: السحاب المسخر بين السماء والأرض تكوينه وسوقه من بلد إلى آخر ليمطر هنا ولا يمطر هناك حسب إرادة العزيز الحكيم. ففي هذه الآيات الست أكبر برهان وأقوى ليل على وجود الله تعالى وعلمه وقدرته وحكمته ورحمته وهو لذلك رب العالمين وإله الأولين والآخرين ولا رب غيره ولا إله سواه. إلا أن الذيب يجد هذه الأدلة ويراها ماثلة في الآيات المذكورة هو العاقل أما من لا عقل له لأنه عطل عقله فلم يستعمله في التفكير والفهم والإِدراك، واستعمل بدل العقل الهوى فإنه أعمى لا يبصر شيئاً وأصم لا يسمع شيئاً، وأحمق لا يعقل شيئاً، والعياذ بالله تعالى. .من هداية الآيتين: 2- الآيات الكونية في السموات والأرض تثبت وجود الله تعالى رباً وإلهاً موصوفاً بكل كمال منزهاً عن كل نقصان. 3- الآيات التنزيلية القرآنية تثبت وجود الله رباً وإلهاً وتثبت النبة والمحمدية وتقرر رسالته صلى الله عليه وسلم. 4- الانتفاع بالآيات مطلقاً- آيات الكتاب أو آيات الكون- خاص بمن يستعملون عقولهم دون أهوائهم. .تفسير الآيات (165- 167): .شرح الكلمات: {التبرؤ}: التنصل من الشيء والتباعد عنه لكرهه. {الذين اتُّبعوا}: المعبودون والرؤساء المضلون. {الذين اتَّبعوا}: المشركون والملقدون لرؤسائهم في الضلال. {الأسباب}: جمع سبب وهي لغة الحبل ثم استعمل في كل ما يربط بين شيئين وفي كل ما يتوصل به إلى مقصد وغرض خاص. {كرَّة}: رجعة وعودة إلى الحياة الدنيا. {الحسرات}: جمع حسرة وهي الندم الشديد الذي يكاد يحسر صاحبه فيقعد به عن الحركة والعمل. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- من الشرك الحب مع الله تعالى، ومن التوحيد الحب بحب الله عز وجل. 3- يوم القيامة تنحل جميع الروابط من صداقة ونسب ولم تبق إلا رابطة الإِيمان والأخوة فيه. 4- تبرؤ رؤساء الشرك والضلال ودعاة الشر والفساد ممن أطاعوهم في الدنيا واتبعوهم على الظلم والشر والفساد وليس بنافعهم ذلك شيئاً. .تفسير الآيات (168- 170): .شرح الكلمات: {الطيب}: ما كان طاهراً غير نجس، ولا مستقذر تعافه النفوس. {خطوات الشيطان}: الخطوات جمع خطوة وهي المسافة بين قدمي الماشي والمراد بها هنا مسالك الشيطان وطرقة المفضية بالعبد إلى تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرم. {عدو مبين}: عداوته بينة وكيف وهو الذي أخرج أبوينا آدم وحواء من الجنة وأكثر الشرور والمفاسد في الدنيا إنما هي بوسواسه وإغوائه. {السوء}: كل ما يسوء النفس ويصيبها بالحزن الغم ويدخل فيها سائر الذنوب. {الفحشاء}: كل خصلة قبيحة كالزنا واللواط والبخل وسائر المعاصي ذات القبح الشديد. {ألفينا}: وجدنا. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- الحلال ما أحله الله، والحرام ما حرمه الله تعالى فلا يستقل العقل بشيء من ذلك. 3- حرمة اتباع مسالك الشيطان وهي كل معتقد أو قول أو عمل نهى الله تعالى عنه. 4- وجوب الابتعاد عن كل سوء وفحش لأنهما مما يأمر بهما الشيطان. 5- حرمة تقليد من لا علم له ولا بصيرة في الدين. 6- جواز اتباع أهل العلم والأخذ بأقوالهم وآرائهم المستقاة من الوحي الإِلهي الكتاب والسنة. .تفسير الآية رقم (171): .شرح الكلمات: {ينعق}: يصيح ولاسم النعيق وهو الصياح ورفع الصوت. {الدعاء}: طلب القريب كدعاء المؤمن ربه يا رب. يا رب. {النداء}: طلب البعيد كأذان الصلاة. {الصم}: جمع أصم فاقد حاسة السمع فهو لا يسمع. {البكم}: جمع أبكم فاقد حاسة النطق فهو لا ينطق. {لا يعقلون}: لا يدركون معنى الكلام ولا يميزون بين الأشياء لتعطل آلة الإِدراك عندهم وهي العقل. .معنى الآية الكريمة: فقال تعالى: {ومثل الذين كفروا} في جمودهم وتقليد ابائهم في الشرك والضلال كمثل غَنَم ينعق بها راعيها الأمين عليها فهو إذا صاح فيها دعياً لها أو منادياً لها سمعت الصوت وأجابت ولكن لا تدري لماذا دعيت ولا لماذا نوديت لفقدها العقل. وهذا لمثل صالح لكل من يدعو أهل الكفر والضلال إلى الإِيمان الهداية فهو مع من يدعوهم من الكفرة والمقلدين والضلال الجامدين كمثل الذي ينعق إلخ...... .من هداية الآية الكريمة: 2- حرمة التقليد لأهل الأهواء والبدع. 3- وجوب طلب العلم والمعرفة حتى لا يفعل المؤمن ولا يترك إلا على علم بما فعل وبما ترك. 4- لا يتابع إلا أهل العلم والبصيرة في الدين، لأن اتباع الجهال يعتبر تقليداً.
|