الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (60- 61): .شرح الكلمات: {بعصاك الحجر}: عصا موصى التي كانت معه منذ خرج من بلاد مدين. وهل هي من شجر الجنة هبط بها آدم كذا قيل والله أعلم. والحجر هو حجر مربع الشكل من نوع الكذَّان رخو كالمدر. وهل هو الذي فر بثوب موسى في حادثة معروفة ذا قيل أو هو حجر من سائر الأحجار؟ والله أعلم. {فانفجرت}: الانفجار: الانفلاق فانفجرت: انفلقت من العصا العيون. {مشربهم}: ما رزق الله به العباد من سائر الأغذية. {ولا تعثوا}: العَثَيّ والعِثِيّ: أكبر الفساد وفعله عِثي كرضي يعثي كيرضي وعثا يعثوا كعدا يعدو. {مفسدين}: الإفساد: العلم بغير طاعة الله ورسوله في كل مجالات الحياة. {البقل}: وجمعه البقول سائر أنواع الخضر كالجزر والخردل والبطاطس ونحوها. {القثاء}: الخيار والقته ونحوها. {الفُوم}: الفوم: الحِنطة وقيل الثوم لذكر البصل بعده. {اتستبدلون}: الاستبدال ترك شيء وأخذ آخر بدلا عنه. {ادنى}: اقل صلاحاً وخيريه ومنافع كاستبدال المن والسلوى بالفوم والبقل. {مصراً}: مدينة من المدن قيل لهم هذا وهم في التيه كالتعجيز لهم والتحدي لأنهم نكلوا عن قتال الجبارين فاصيبوا بالتيه وحرموا خيرات مدينة القدس وفلسطين. {ضربت عليهم الذلة}: احاطت بهم ولازمتهم الذلة وهي الصغار والاحتقار. {والمسكنة}: والمسكنة وهي الفقر والمهانة. {باءوا بغضب}: رجعوا من طول عملهم وكثرة كسبهم بغضب الله وسخطه عليهم وبئس ما رجعوا به. {ذلك بأنهم}: ذلك اشارة إلى ما أصابهم. من الذلة والمسكنة والغضب وبأنهم أي بسبب كفرهم وقتلهم الأنبياء وعصيانهم، فالباء سببية. {الاعتداء}: مجاوزة الحق إلى الباطل، والمعروف إلى المنكر. والعدل إلى الظلم. .معنى الآيتين: وفى الآية الثانية ذكرهم بسوء أخلاق كانت في سلفهم منها عدم الصبر، والتعنت وسوء التدبير والجهالة بالخير، والرعونة وغيرها. وهذا ظاهر في قولهم يا موسى بدل يا بنى الله أو رسول الله لن نصبر على طعام واحد. وقولهم أدع لنا ربك بدل ادع الله لنا أو ادع لنا ربنا عز وجل. وفى مللهم اللحم والعسل وطلبهم الفوم والبصل بدلا عنهما وفى قول موسى عليه السلام أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ما يقرر ذلك ذكرهم بالعاقبة المرة التي كانت لهم نتيجة كفرهم بآيات الله وقتلهم الانبياء، واعتدائهم وعصيانهم، وهى أن ضرب الله تعالى عليهم الذلة والمسكنة وغضب عليهم. كل هذا وغيره مما ذكَّر الله تعالى اليهود به في كتابه من أجل أن يذكروا فيتظوا ويشكروا فيؤمنوا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويدخلوا في دينه فيكملوا ويسعدوا بعد ان ينجوا مما حق بهم من الذلة والمسكنة والغضب في الدنيا، ومن عذاب النار يوم القيامة. .من هداية الآيتين: 2- مطالبة ذي النعمة بشكرها، وذلك بطاعة الله تعالى بفعل أوامره. وترك نواهيه. 3- ذم الأخلاق السيئة والتنديد بأهلها للعظة والاعتبار. 4- التنديد بكبائر الذنوب كالكفر وقتل النفس بغير الحق لاسيما قتل الأنبياء أو خلفائهم وهم العلماء الآمرون بالعدل في الأمة. .تفسير الآية رقم (62): .شرح الكلمات: {الذين هادوا}: هم اليهود سُموا يهوداً لقولهم: انا هدنا اليك أي تبنا ورجعنا. {النصارى}: الصليبيون سموا نصارى إما لأنهم يتناصرون أو لنزول مريم بولدها عيسى قرية الناصرة، والواحد نصران أو نصرانى وهو الشائع على الألسنة. {الصابئون}: امة كانت بالموصل يقولون لا إله إلا الله. ويقرأون الزبور. ليسوا يهودا ولا نصارى واحدهم صابيء، ولذا كانت قريش تقول لمن قال لا إله الا الله صابيء أي مائل عن دين آبائه إلى دين جديد وحَدَ فيه الله تعالى. .مناسبة الآية ومعناها: والإِيمان الصحيح لا يتم لأحد إلا بالايمان بالنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم والعمل الصالح لا يكون إلا بما جاء به النبي الخاتم في كتابه وما أوحى إليه، إذ بشريعته نسخ الله سائر الشرائع قبله وبالنسخ بطل مفعولها فهي لا تزكى النفس ولا تطهرها. والسعادة الأخروية متوقفة على زكاة النفس وطهارتها. .من هداية الآية: 2- أهل الإِيمان الصحيح والاستقامة على رع الله الق مبشرون بنفي الخوف عنهم والحزن وإذا انتفى الخوف حصل الأمن وإذا انتفى الحزن حصل السرور والفرح وتلك السعادة. .تفسير الآيات (63- 66): .شرح الكلمات: {الطور}: جبل أو هو الجبل الذي ناجى الله تعالى عليه موسى عليه اسلام. {بقوة}: بجد وحزم وعزم. {توليتم}: رجعتم عما التزمتم القيامة به من العمل بما في التوراة. {اعتدوا في السبت}: تجاوزوا الحدَّ فيه حيث حرم عليهم الصيد فيه فصادوا. {قردة}: القردة جمع قرد حيوان معروف مسخ الله تعالى المعتدين في السبت على نحوه. {خاسئين}: مبعدين عن الخير ذليلين مهانين. {نكالاً}: عقبة شديدة تمنع من رآها أو علمها من فعل ما كانت سبباً فيه. {لما بين يديها وما خلفها}: لا بين يدي العقوبة من الناس، ولمن يأتى بعدهم. {وموعظة للمتقين}: يتعظون بها فلا يقدمون على معاصي الله عز وجل. .معنى الآيات: كما يذكرهم بجريمة كانت لبعض أسلافهم وهى أنه تعالى حرم عليهم الصيد يوم السبت فاحتالت طائفة منهم على الشرع واصطادوا فنكل الله تعالى بهم فمسخهم قردة، وجعلهم عظة وعبرة للمعتبرين. .من هداية الآيات: 2- يجب أخذ أحكام الشرع بحزم، وذكرها وعدم نسيانها أو تناسيها. 3- لا تتم التقوى لعبد إلا إذا أخذ أحكام الشرع بحزم وعزم. 4- حرمة الاحتيال لإِباحة المحرّم وسوء عاقبة المحتالين المعتدين. .تفسير الآيات (67- 71): .شرح الكلمات: {الذبح}: قطع الودجين والمارن. {الهزؤ}: السخرية واللعب. {الجاهل}: الذي يقول أو يفعل مالا ينبغي قوله أو فعله. {الفارض}: المسنة، والبكر الصغيرة التي لم تلد بعد. والعوان: النّصَفُ وسط بين المسنة والصغيرة. {فاقع}: يقال: أصفر فاقع شديدة الصفرة كأحمر قانئ وأبيض ناصع. {الذلول}: الرّيّضة التي زالت صعوبتها فاصبحت سهلة منقادة. {تثير الأرض}: تقبلها بالمحراث فيثور غبارها بمعنى أنها لم تستعمل في الحرث ولا في سقاية الزرع أي لم يُسن عليها، وذلك لصغرها. {مسلّمة}: سليمة من العيوب كالعور والعرج. {لا شية فيها}: الشية العلامة أي لا يوجد فيها لون غير لونها من سواد أو بياض. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- حرمة الاعتراض على الشارع ووجوب تسليم أمره أو نهيه ولو لم تعرف فائدة الأمر والنهى وعلتها. 3- الندب إلى الأخذ بالمتيسر وكراهة التشدد في الأمور. 4- بيان فائدة الاستثناء بقوله إن شاء الله، إذ لو لم يقل اليهود ان شاء الله لمهتدون ما كانوا ليهتدوا إلى معرفة البقرة المطلوبة. 5- ينبغي تحاشي الكلمات التي قد يفهم منها نتقاص الأنبياء مثل قولهم الآن جئت بالحق، إذ مفهومه أنه ما جاءهم بالحق إلا في هذه المرة من عدة مرات سبقت!! .تفسير الآيات (72- 74): .شرح الكلمات: {ادارأتم فيها}: تدافعتم أمر قتلها كل قبيل يقول قتلها القبيل الآخر. {ما تكتمون}: من أمر القاتل ستراً عليه دفعاً للعقوبة الفضيحة. {ببعضها}: ببعض أجزاء البقرة كلسانها أو رجلها مثلا. .معنى الآيات: .من هداية الآيات: 2- الكشف عن نفسيان اليهود وانهم يتوارثون الرعونات والمكر والخداع. 3- اليهود من أقسى البشر قلوباً إلى اليوم، إذ كل عام يرمون البشرية بقاصمة الظهر وهم ضاحكون. 4- من علامات الشقاء قساوة القلوب، وفي الحديث: «من لا يرحم لا يرحم». .تفسير الآيات (75- 78): .شرح الكلمات: {يؤمنون لكم}: يُتابعون على دينكم الإسلام. {كلام الله}: في كتبه كالتوراة والإِنجيل والقرآن. {يحرفونه}: التحريف الميل بالكم على وجه لا يدل على معناه كما قالوا في نعت الرسول صلى الله عليه وسلم في التوراة: اكحل العينين ربعة جعد الشعر حسن الوجه قالوا: طويل ازرق العينين سبط العشر. اذا لقوا الذين آمنوا: إذا لقي منافقوا اليهود المؤمنين قالوا آمنا بنبيكم ودينكم. {أتحدثونهم}: الهمزة للاستفهام الانكارى، وتحديثهم إخبار المؤمنين بنعوت التي في التوراة. {بما فتح الله عليكم}: إذا خلا منافقوا اليهود برؤسائهم أنكروا عليهم اخبارهم المؤمنين بنعوت النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة، وهو مما فتح لله به عليهم ولم يعلمه غيرهم. {ليحاجوكم به}: يقولون لهم لا تخبروا المؤمنين بما خصكم الهل به من العلم حتى لا يحتجوا عليكم به فيغلبوكم وتقوم الحجة عليكم فيعذبكم الله. {أميون}: الأمي: المنسوب إلى أمه ما زال في حجر أمه لم يفارقه فلذا هو لم يتعلم الكتابة والقراءة. {أمانى}: الآمانى جمع أمنية وهى إمّا ما يتمناه المرء في نفسه من شيء يريد الحصول عليه، وإما القراءة من تمنى الكتاب إذا قرأه. .معنى الآيات: ومن جَهْلِ بعضهم بما في التوراة وعدم العلم بما فيها من الحق والهدى والنور ما دل عليه قوله تعالى: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيَّ} أي إلاَّ مُجرَّد قراءة فقط أما إدراك المعاني الموجبة لمعرفة الحق والإِيمان به واتباعه فليس لهم فيها نصيب، وما يقولونه ويتفوهون به لم يَعْدُ الْخَرْصَ والظَّنُّ الكاذِبَ. .من هداية الآيات: 2- قبح إنكار الحق بعد معرفته. 3- قبح الجهل بالله وبصفاته العلا وأسمائه الحسنى. 4- ما كل من يقرأ الكتاب يفهم معانية فضلا عن معرفة حكمه وأسراره وواقع أكثر المسلمين اليوم شاهد على هذا فإن حفظة القرآن منهم من لا يعرفون معانيه فضلا عن غير الحافظين له. .تفسير الآيات (79- 81): .شرح الكلمات: {الكتاب}: ما يكتبه علماء اليهود من أباطيل وينسبونه إلى الله تعالى ليتوصلوا به إلى أغراض دَنِيَّةِ من متاع الدنيا القليل. {من عند الله}: ينسبون ما كتبوه بأيديهم إلى التوراه بوصفها كتاب الله ووحيه إلى موسى عليه السلام. {يكسبون}: الكسب يكون في الخير، وهو هنا في الشر فيكون من باب التهكم بهم. {أياماً معدودة}: أربعين يوماً وهذا من كذبهم وتضليلهم للعوام منهم ليصرفوهم عن الإسلام. {أتخذتم عند الله عهداً}: الهمزة للاستفهام الانكارى، والعهد: الوعد المؤكد. {سيّئة}: هذه سيئة الكفر والكذب على الله تعالى. {أحاطت به}: الإِحاطة بالشيء: الالتفاف به والدوران عليه. {خطيئته}: الخطيئة واحدة الخطايا وهى الذنوب عامة. {الخلود}: البقاء الدائم إلى لا تحول معه ولا ارتحال. .معنى الآيات: وينكر عليهم بتجحهم الفارغ بأنهم لا يعذبون بالنار مهما كانت ذنوبهم ما داموا على ملة اليهود إلا أربعين يوما ثم يخرجون، وجائز أن يتم هذا لو كان هناك عهد من الله تعالى قطعه لهم به ولكن أين العهد؟ إنما هو لادعاء لكاذب فقط ثم يقرر العليم الحكيم سبحانه وتعالى حكمه في مصير الإنسان بدخول النار أو الجنة ذلك الحكم القائم على العدل والرحمة البعير عن التأثر بالأنساب والأحساب فيقول بلى، ليس الأمر كما تدعون، وإنما هي الخطايا والحسنات فمن كسب سيئة وأحاطت به خطيئاته فخَبّثتْ نفسَه ولوّثتها فهذا لا يُلائم خبث نفسه إلا النار، ومن آمن وعمل صالحاً فزكى بالإِيمان والعمل الصالح نفسه وطهرها فإنه لا يلائم طهارةَ روحه وزكاة نفسه إلا الجنة دار النعيم. أما الحسب والنسب والادعاءات الكاذبة فلا تأثير لها البتة. .من هداية الآيات: 2- إبطال الإِنتفاع بالنّسب والإِنتساب، وتقرير أن سعادة الإِنسان كشقائه مردهما في السعادة إلى الإِيمان والعمل الصالح. وفي الشقاوة إلى الشرك والمعاصي. 3- التنبيه على خَطَرِ الذنوب صغيرها وكبيرها، وإلى العمل على تكفيرها بالتوبة والعمل الصالح قبل أن تحوط بالنفس فتحجبها عن التوبة والعياذ بالله.
|